معالم المسجد الأقصى تحت المجهر

l.معالم
l.معالم

المصدر: الجزيرة نت


يمثل كتاب "معالم المسجد الأقصى تحت المجهر" وثيقة معرفية شاملة ودقيقة لمعالم هذا المسجد من خلال تسليط الضوء على كل معالمه وكنوزه، وذلك عبر وضعها تحت مجهر البحث التاريخي، فضلا عما تميز به من ضم عدد كبير من الصور التوضيحية والمخططات والخرائط التفصيلية لهذه المعالم.
وفي هذا العرض، نعرج على العديد من العناوين التي نرى أهمية إبرازها للقارئ وتعريفه بها، لا سيما أن الأقصى المبارك مليءٌ بالكنوز التاريخية والعجائب الدنيوية والأخروية، ويكفيه من الخيرات أن جعله الله منبع البركة ونقطة الالتقاء بين الأرض والسماء، ولن يُفلح بحث أو كتاب في الإحاطة بكل جوانبه العظيمة، ولا أوصافه الجليلة.


في المقدمة، يشير المؤلف إلى أن لكل معلم من معالم الأقصى سجلا حافلا بالمعلومات "فمنها ما وصلنا، وأكثرها لم يصلنا، فمن سبب بناء المبنى إلى الباني إلى من قام بترميم المبنى بعد تضرره بفعل الزلازل والزمن، ثم بعد ذلك اندثار المبنى في الفترة الصليبية، ثم إعادة بنائه بعد التحرير الأيوبي، ثم انتقال التسمية إلى مبنى آخر بعد إهمال الأول وتغير وظيفة استعماله".

الأسماء والروايات
ويوضح الجلاد أن عدم وصول الكثير من المعلومات بسبب الحروب الكثيرة، وضياع ما كُتب، دفع الكثير من المؤلفين إلى محاولة جسر فجوة نقص المعلومات، بالتخمين والاستنتاج، حتى صارت استنتاجاتهم جزءا من تاريخ المسجد، وأصبح الدارسون لتاريخ المسجد يتناقلونها كمسلمات.
ويضيف "المصدر الأساس" في المعلومات عن المسجد الأقصى في العصور الأولى هو مما كتبه الرحالة في وصف ما شاهدوه من معالمه، المسجد، حيث لم يتوسعوا ولم يدققوا أو يحققوا في المعلومات التي استقوها من أهل بيت المقدس. كما يوجد خلاف بين الرحالة في بعض المسميات، مثل أسماء أبواب المسجد وترتيبها، وكذلك القباب. إن قلة المصادر، بل ندرتها أدت إلى مشكلة ضبط المسميات.


وبالحديث عن معالم الأقصى، سنستعرض جملة من القضايا نبدأها بذكر المسجد الشريف في القرآن الكريم. فإلى جانب ذكر الله لاسمه تصريحا بداية سورة الإسراء، فقد ذكره مرات عديدة تلميحا كـ (الأرض، القرية، القبلة، المحراب).


وحول ادعاء اليهود أنه كان لهم معبد (هيكل) في موقع الأقصى نفسه، وأنهم يريدون استرجاعه وبناءه من جديد -وفق زعمهم- يرد المؤلف موضحا "أن "البناء الأول للمسجد الأقصى يرجع إلى آدم عليه السلام، وبناء سليمان عليه السلام للمسجد هو بناء ترميم لا تأسيس مثلما رممه الكثير من الأنبياء والملوك قبل النبي سليمان وبعده. كذلك، فإن سليمان عليه السلام هو نبي جاء بدين الإسلام، واليهود كفروا برسالة سليمان وداود، فهم ليسوا بالتالي ورثة الأنبياء، وإن ورثة سليمان هم أتباع محمد عليه السلام".


وعلاوة على ذلك، يعقب الباحث على استشهاد اليهود بحديث الرسول الكريم عليه السلام الذي رواه عبد الله بن عمرو بن العاص حيث قال "إن سليمان بن داود لما بنى مسجد بيت المقدس سأل الله خلاله ثلاثا: سأل الله حكما يصادف حكمه فأوتيه، وسأل الله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه، وسأل الله حين فرغ من بنيان المسجد ألا يأتيه أحد لا ينهزهُ إلا الصلاة فيه أن يخرجه من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه". تعقيب الكاتب هو أن الحديث يذكر أن سليمان عليه السلام بنى مسجدا وليس كنيسا ولا كنيسة، ونعلم أن صلاة اليهود تخلو من السجود.

 

فضائل ومغالطات
ويتطرق الباحث إلى فضائل الأقصى في القرآن، والمتمثلة في: وصف مدينة بيت المقدس ومسجدها بالبركة، أي النماء والزيادة في الخيرات والمنح والهبات، وبأنها مهاجر الأنبياء، وإليها التجاؤهم في شدتهم، وبالربوة ذات الخصوبة وأن ماءها هو المعين الجاري، وبأنها القبلة الأولى، والأرض التي ينادي منها الملائكة نداء الصيحة لاجتماع الخلائق يوم القيامة.


أما فضائل الأقصى في السنة، فيجملها المؤلف في أنه ثاني مسجد بني في الأرض، ومشروعية السفر إليه لقصد التعبد، وأن إتيانه بقصد الصلاة يكفر الذنوب ويحط الخطايا. ومدح النبي عليه السلام له، ومضاعفة أجر الصلاة فيه، وثبات أهل الايمان فيه عند حلول الفتن، وأنه حاضرة الخلافة الإسلامية في آخر الزمان، وأن أهله مقاتلون في سبيل الله، وهم من الطائفة المنصورة، فضلا عن بشارة النبي الكريم بفتح بيت المقدس، وأن أرضه هي أرض المحشر والمنشر.


ويرصد الباحث العديد من المقولات المغلوطة التي يرددها المرشدون حول الأقصى ومعالمه. والتي ينشرها في كتابه بالتفصيل.
 

البث المباشر