قائد الطوفان قائد الطوفان

المسرح الإسلامي .. بساطة الفكرة وضخامة التحديات

الرسالة نت -  أمينة زيارة  

بدأ المسرح الإسلامي كفرة بسيطة، عبر حمل الهم والجرح الفلسطيني في جميع عروضه التي قدمتها فرق شعبية مختلفة.

اعتمد المسرح الإسلامي في غزة على الكوميديا الساخرة لينقل الواقع الأليم الذي يحيياه الفلسطينيون، ومر بزمن طويل تخلله الكثير من العراقيل المتمثلة بضعف الإمكانات، إلا أنه استطاع أن يتخطاها بكل قوة، حتى وصلت فكرته السامية إلى الشارع وحظيت بإعجابه، حتى بات يحفظ "الاسكتشات" المقدمة عن ظهر قلب.

الجرح الفلسطيني

عن بداية المسرح الفلسطيني الإسلامي، يقول الفنان الكوميدي راجي النعيزي من فرقة الفوارس: "بدأ العمل المسرحي مبكراً من خلال المسرح المتنقل في الأفراح، في زمن الشيخ الشهيد أحمد ياسين بالمجمع الإسلامي، بتشكيل فرقة إسلامية تكون بديلاً عن الحفلات الماجنة وكان يتابعها بنفسه ويسافر بها من غزة إلى الضفة حتى مدن فلسطين48, وكانت تتحدث عن أوضاع الانتفاضة وتقام الحفلات من بعد صلاة العصر حتى المغرب بسبب منع التجوال".

وأشار إلى أن العمل بالمسرح استمر في تقديم العروض عبر مسارح الجامعات والمؤسسات والأفراح الإسلامية، وقال: "لم تختلف عناوين ورسالة المسرح الفلسطيني الشعبي منذ الانتفاضة حتى الآن، فالمسرح يتحدث عن الجرح الفلسطيني والمعاناة ونقد الواقع ومعالجة القضايا الاجتماعية في الشارع الفلسطيني بأسلوب نقدي هزلي يضحك الجماهير".

ويوضح النعيزي  أن الشعب الفلسطيني بأمس الحاجة للكوميديا، خاصة بسبب الظروف النفسية التي يعيشها من حرب وقتل وتدمير، "المسرح يُبكي ويُضحك المشاهد الفلسطيني".

ويفرق بين مسرح الأفراح ومسرح المؤسسات قائلاً: مسرح الأفراح الإسلامية تختلف رسالته عن مسرح المؤسسات الذي يناقش قضية ضمن هذه المؤسسات".

وينتقد النعيزي العمل العشوائي في المسرح قائلاً: هناك تكرار واضح في عناوين المسرحيات وموضوعاتها، فجلها تدور حول محور واحد وهو المعاناة".

أما عن إشكاليات المسرح الإسلامي فأكد أنه ينقصه خشبة حقيقية، (ويقصد عدم وجود مسارح حقيقية في غزة).

وقال النعيزي "لا يوجد إلا قاعة مركز رشاد الشوا، ولكنه ليس مسرح بالمعنى الصحيح لأنه لا يملك الشروط الصحيحة ، كما أن الإخراج المسرحي مفقود في فلسطين لذا نرى أن المسرح الفلسطيني يعمل بعشوائية دون دراسة وتنظيم ".

رسالة واحدة

من جانبه انتقد فنان المسرح وسام عبود، المسرح الإسلامي الفلسطيني، واصفه بأنه "غير منظم" بسبب عدم وجود كُتاب أو مخرجين, علاوة على التنافس غير السوي بين الفرق المسرحية، كما قال.

وأضاف عبود "ما هو موجود على أرض الواقع في فلسطين ليس مسرحا بالمعنى الصحيح بل هي فرق مسرحية شعبية تقوم باسكتشات لا تمت للمسرح المنظم بصلة.. نحن بحاجة إلى مسرح فلسطيني فاعل بكل الشروط الأساسية له من توفر خشبة مسرح وفنانين أصحاب خبرة وكُتاب ومخرجين".

وأكد أن  المسرح الإسلامي "مقاوم" ولم تختلف رسالته وهدفه من فترة لأخرى، ومنذ نشأته وهو يتحدث عن الأزمة الفلسطينية مع الاحتلال الفلسطيني ونقد الواقع الموجود.

ويعقب عبود :" فنان المسرح عندنا يقوم بنفسه بكتابة النص المسرحي وتمثيله وإخراجه، ورغم هذه الازدواجية لم تؤثر على عطاء ونجاح هذا الاسكتش"، مؤكدا أن المسرح يحتاج إلى دعم مالي وكادر مسرحي ومستلزمات ودورات للتدريب.

ويفيد الفنان عبود بأن المسرح يعاني من مشاكل كبيرة أهمها عدم الإلمام الكامل بكتابة النصوص المسرحية والعشوائية، فما يجري على مسارح غزة هو محاولات فردية تحتاج لكثير من الصقل والتدريب والتطوير في الأداء والنصوص والإنتاج والإخراج.

 

     

   

 

  

البث المباشر