بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، بات سهلا على الفلسطينيين دحض الرواية (الإسرائيلية) وكشف زيفها بواسطة الحقائق المتوفرة لديهم بالصوت والصورة، فخرجت عدة مبادرات شبابية لإعلاء الصوت الفلسطيني بلغات مختلفة.
ومنذ 2009 تشكل فريق (16 أكتوبر) وهو فريق اعلامي شبابي باللغة الإنجليزية تم تأسيسه كمشروع صغير لتدريب خريجي اللغة الانجليزية على مهارات مخاطبة الغرب.
سمي الفريق ١٦ اكتوبر نسبة لتاريخ تقرير جولدستون الذي أدين فيه الاحتلال بارتكابه مجازر حرب ضد غزة بعدوان ٢٠٠٩، ولأنه لم يكن هناك جهد شعبي ولا حتى رسمي قوي ليشكل ضغط على المجتمع الدولي لتنفيذ القرار اقترح مجموعة من الأساتذة الجامعيين تشكيل فريق شبابي قادر على مخاطبة الغرب والتأثير فيه ونقل الحقيقة كما هي على الساحة الفلسطينية.
تحدثت وفاء العديني التي ترأس الفريق بأنه يضم ٦٠ متطوع ومتطوعة، يعملون في مجال الاعلام الأجنبي، موضحة أن الفريق بدأ في مرحلة التطوير اللغوي والاعلامي بعدد لا يتجاوز الـ ١٠ نشطاء عملوا بعيدا عن السوشيال ميديا وانما في المكتبات والجامعات والتدريب المستمر.
وأوضحت لـ (الرسالة نت) أنه في عام ٢٠١٨ انطلق الفريق بمنصاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما في عام 2023 جرى تأسيس الموقع الالكتروني للفريق ليوثق انشطة الفريق بالإضافة لرصد وفضح سياسات الاحتلال.
برنامج يكشف انتهاكات الاحتلال
وعن الهدف الرئيسي لتواجد فريق ١٦ أكتوبر ذكرت العديني يهدف لإيصال صوت الشعب الفلسطيني ودحض الرواية (الإسرائيلية) الشائعة في المجتمع الغربي بخصوص القضية الفلسطينية، وتشكيل ضغط على الشعوب الداعمة لـ (إسرائيل) من خلال توعية هذه الشعوب بما يدور على الساحة الفلسطينية.
وفيما يتعلق باختيارهم للغة الإنجليزية، أرجعت ذلك إلى أنها أصبحت اللغة الرسمية في العالم والأكثر فهما في اغلب الدول، لافتة إلى أنهم يعملون في الفترة المقبلة على استخدام لغات أخرى.
وحول أنشطة الفريق لإيصال الرواية الفلسطينية، أوضحت العديني أنهم يعملون على تغطية الأخبار عبر منصات السوشيال ميديا " فيس بوك، انستجرام ، تويتر ، تيليجرام ، تيكتوك "، ومؤخرا موقع ١٦ اكتوبر.
وأشارت العديني إلى أنهم يعملون أيضا على إنتاج فيديوهات مصورة، تقارير اخبارية، بروموهات برامج شهرية وغيرها، لتسلط الضوء على إانتهاكات الاحتلال وعلى قصص النجاح والتحدي تحت الاحتلال (الإسرائيلي)، بالإضافة إلى فعاليات ومؤتمرات ومعارض مشتركة مع منظمات ومجموعات دولية.
وعن تطور فريقهم، ذكرت أنه منذ سنتين انضم فريق آخر من الأطفال من خلال مخيم إعلامي استهدف حوالي ٩٠ طفلة، اختير منهم 20 وتم اعداد أوبريت باللغة الانجليزية يلخص أحداث فلسطين منذ بداية الاحتلال وحتى هذا اليوم، بالإضافة لعمل برنامج مختص يقدمه أطفال يتحدث عن أبرز انتهاكات الاحتلال ضد الأطفال الفلسطينيين.
وتحكي العديني أن لديهم برنامج أخر باللغة الإنجليزية يسلط الضوء على الحياة اليومية في فلسطين، حيث يستعرض مزارع الفراولة ورياضة الباركور والصناعات المحلية والاثار وغيرها، معلقة:" يتم انتاج العشرات من القصص الصحفية وخاصة بعد كل عدوان نتحدث عن ناجين من القصف".
كما وعقد فريق 16 أكتوبر العديد من الدورات في الكتابة الصحفية والترجمة الاعلامية وكتابة المحتوى وفن المناظرة ومناقشة كتب لتثقيف الفريق مثل كتاب التطهير العرقي والانتهاكات ضد الأسرى.