سكرات النزوح و الموت التي بدأت من جديد شرق خان يونس

خاص- الرسالة نت

بدأ الموت مبكرا، مع ساعات صباح يوم الاثنين، آلاف النازحين يركضون كالسكارى، حينما بدأت قوات الاحتلال هجمة برية جديدة مباغتة بعد دقائق من طلبها للمواطنين بالنزوح غربا، ولم تمهلهم الدقائق حتى يجمعوا ما يريدون من متاع عاجل حتى بدأت الطائرات تلقي الحمم والمدفعيات تضرب برا، والدبابات تقتحم المنطقة وتدوس البيوت والبشر، حتى وصل عدد الشهداء إلى 80 بالإضافة إلى 250 مصاب قبل أن ينتهي النهار، بالإضافة إلى 200 ألف شخص نزحوا إلى منطقة المواصي والمناطق الغربية ولا زالت العملية مستمرة.

يركضون دون أن يكون الأمل رفيقهم، يسقطون واحدا تلو الآخر، وعشرات الجرحى يصلون لمستشفى ناصر الذي يفتقد لأي مقومات الإنقاذ واسعاف الجرحى.

تتداخل الصور والقصص وتختلط بشلالات الدم المهدرة في الطرقات، اجتياح ثالث أو رابع، للمنطقة التي طلب جيش الاحتلال من المواطنين العودة إليها قبل اجتياحهم مدينة رفح منذ شهرين، ومنذ ذلك الحين والجيش يقتحم الشرق وينسحب ويعوث فسادا وقتلا وتدميرا، ورغم أن المواطنين اعتادوا كذبه، إلا أنهم يعودون كل مرة إلى بقايا بيوتهم المدمرة في إصرار على المواصلة والثبات، ولا خيار سوى الثبات، ثم يباغتهم الجيش حاصدا المزيد من الأرواح.

شن الاحتلال الإسرائيلي غارات على مناطق مختلفة، بدأت بمنطقة المطاحن وحي الشيخ ناصر ومنطقة البلد وعبسان الكبيرة، بينما افترش النازحون بالمئات غرب المدينة وقضوا ليلتهم على الأرصفة ورمال البحر، ثم قصف رجال الدفاع المدني الذي يعمل ـبـــــــ30% فقط من إمكانياته، أصاب اثنين من العاملين المضحين بأنفسهم لإنقاذ المدنيين.

استهداف بيوت ومدنيين في بلدة سهيلة، وشهداء تقف الطواقم الطبية عاجزة تجاه عددهم، حيث بدأت إدارة مجمع ناصر الطبي في خان يونس بمناشدة المواطنين لضرورة التبرع عاجلا بالدم، نظرا للنقص الحاد والكبير في وحداته.

ثم قدم المستشفى تقريرا عن العجز الذي يواجهه للمرة الألف، وأخبر العالم من جديد أنه مهدد بالخروج من الخدمة بسبب تكدس المصابين وقلة الإمكانيات.

وحتى اللحظة، لا زالت عربات تجرها الأحصنة تنقل الشهداء إلى المجمع، الذي اكتظت أسرته بالجرحى والشهداء، حتى افترشت أرض المستشفى العشرات منهم، القادمين من خزاعة والقرارة والشيخ ناصر وقيزان النجار، حتى أن جيش الاحتلال الذي طلب من المواطنين الخروج بدأ بقتلهم وهم يتراكضون، تجمعات كاملة لم تستطع الفرار من الشوارع الفرعية فقد كانت المدفعيات تلاحقهم بمشاركة طائرات الأباتشي.

الجيش يكذب، والعالم يتفرج، والمواطن الأعزل يركض كل يوم من منطقة للأخرى، والمستشفيات عاجزة، والنازحون الآن في خيام بسيطة معدة لعلاج المرضى في باحات مستشفى ناصر، بينما تكوم الناجون منهم فوق متاع فقير في الشوارع ينتظرون قدرهم الذي لا يعرفون متى سياتي.

 

البث المباشر