الرسالة نت - أمل حبيب
تردد كثيرا قبل أن يرحب بفريق "ألم وأمل" خوفا بأن يكونوا كمن سبقهم من الوفود الزائرة أو الجمعيات الخيرية والباحثين الذين التقطوا لأسرته الصور ووعدوه بالكثير وذهبوا دون رجعة.وبعد اقناعه بدور "ألم وأمل" في نقل صورة معاناته لأهل الخير, فتح أبو محمد باب منزله لتتكشف معالم الفقر شيئا فشيئا.
من الصعب أن يقف الأب عاجزا أمام احتياجات أطفاله ومستلزمات البيت وخصوصا بأن أبو محمد لا يستطيع العمل لأنه يعاني من الروماتيزم ولكنه لم ييأس فبمجرد بدء العام الدراسي يقف أمام المدرسة القريبة من سكنه ليبيع للأطفال بعض الحلوى وألواح الشوكولاتة بأسعار زهيدة.
ايجار المنزل المتراكم يطبق على أنفاس أبو محمد بعد تراكمه وعدم مقدرته على سداده, وتنقل أبو محمد بين عدد من بيوت الايجار وكل مرة كان يرحل بسبب تراكم الايجار عليه, وتذكر احدى الذكريات المؤلمة له في تلك البيوت وهي وفاة زوجته إثر ماس كهربائي أثناء غسلها الملابس نتيجة عدم وجود أمان حماية في المنزل.
يقول وقد تغيرت ملامح وجهه:" بعدما توفيت زوجتي شعرت بأنني كالتائه في تربية الاطفال وتوفير احتياجاتهم" (...) بعد خمس سنوات ساعدني أهل الخير في الزواج من احدى قريباتي لتساعدني في تربية اليتامى".
أسماء (19 عاما) كانت تلاحق الكاميرا وكأنها تريد أن تحكي شيئا, وعندما جاء دورها للكلام عجز لسانها عن البوح بآمالها وأحلامها المكبوتة ولكن شقيقها أجاب: "أختي خرساء".لاحظ فريق "ألم وأمل" وجود اصيص نعناع أخضر في احدى زوايا المنزل كان يضفي نوعا من رائحة الحياة على البيت المكون من غرفتين وألواح (الزينقو) المرقعة.
أولاد أبو محمد يحلمون بشراء بدلة رسمية في العيد وبأن يشموا رائحة كعك العيد ولكن واقعهم المرير يحول دون ذلك , يقول محمود(10 سنوات): "يا ريت يصير عندي بدلة عريس عشان ألبسها بالعيد (...) وكمان مصعب بدو".
أما محمد والذي حمل هم أسرته مبكرا - تعلم مهنة السباكة ولكنه الى الآن لم يجد عملا - يقول :" وضع والدي صعب... يا ريت ألاقي شغل وأساعده".
تفاصيل معاناة عائلة أبو محمد بين يدك.. تأمل يا صاحب القلب الرحيم فيها علك تجود بما يفرح أطفاله المحرومين.
لمشاهدة الفيديو
http://www.4shared.com/video/uAdHWHwr/___online.html