"زادنا دافي واكلنا وافي" مبادرة غزية للحفاظ على المطبخ الفلسطيني

غزة – مها شهوان

لم يترك الاحتلال (الإسرائيلي) شيئا إلا وسرقه من التاريخ والتراث الفلسطيني ونسبه إليه كي يصنع له هوية مزورة، فلم يكتف بمحاولة سرقة البيوت والأراضي وحتى الأماكن الدينية بل نسب العديد من الأكلات الفلسطينية إلى مطبخه.

في المهرجانات الدولية للطهي تحرص (إسرائيل) أن يقدم طهاتها الحمص والفلافل والمقلوبة للجماهير والتأكيد أنهم ورثوها من أجدادهم والتسويق لتلك الرواية المزيفة، فهم يدركون بأن المطبخ أيضا يدلل على تاريخ الشعوب، لكن هفوات بسيطة تسقطهم وتكشف زيفهم في كثير من المحافل.

حتى أن تصاميم مطاعمهم مستوحاة من الطابع الفلسطيني حيث الأحجار البنية العتيقة، وتزعم امتلاكها مطبخا غنيا بأطباق منها الحمص والمسخن والمقلوبة والفلافل والشكشوكة والمفتول والشاورما.

ويستغل الاحتلال "اليوم العالمي للحمص" في 13 أيار/ مايو من كل عام، للاحتفال بـ"طبقها الأيقوني" بزعم أن "الحمص مذاق إسرائيل"، والتسويق له بوصفه طبقها الوطني، بالإضافة إلى تخصيصها أسبوعاً "للشكشوكة" في كانون الأول/ ديسمبر من كل عام.

وحتّى "الفلافل" تدّعي أنها (إسرائيلية) الأصل بزعم أن اليهود القدامى عرفوا الفلافل قبل "عبوديتهم في مصر" وأعادوا هذا الطبق معهم إلى الأرض المقدسة، على حد قولهم، لافتين إلى أن المصريين القدماء (الفراعنة) عرفوا الفلافل من اليهود، وأن الدول المجاورة هي التي "سرقت" طبقها "الوطني".

وكعادة الفلسطينيين لم يقفوا مكتوفي الايدي أمام محاولات التهويد حتى في اكلاتهم الشعبية ، وباتوا يردون عليهم في كل المهرجانات وحتى مواقع التواصل الاجتماعي بعد الثورة التكنولوجية.

وليس هذا فحسب بل، يحرص الكثير من الشباب على تصوير العديد من الفعاليات لاسيما ساعات الصباح ووقت الإفطار وهم يصنعون أطباقهم الشعبية بمهارة عالية، وفي كثير من الأحيان تتبنى العديد من الجمعيات المبادرات الشبابية التي تعنى بالمطبخ الفلسطيني سواء في القدس والضفة المحتلة وقطاع غزة.

قبل عام أنشت الجمعية الفلسطينية لفنون الطهي وباتت تعد الكثير من الأكلات الشعبية في قطاع غزة، ويتم توزيعها في كثير من المناسبات كشهر رمضان على الفقراء والأيتام.

وأطلقت الجمعية مؤخرا، مبادرة " زادنا دافي واكلنا وافي" للحفاظ على طريقة الأمهات والأجداد في طهي الأكلات التراثية والحفاظ عليها وتعليمها للجيل الجديد كي لا تندثر كما تقول تحرير عجور عضو لجنة العلاقات العام في الجمعية.

وذكرت عجور أن هدف المبادرة التي يشارك فيها العشرات من المتطوعات هو تطبيق الأكلات القديمة على أصولها وتعليمها لبناتهن دون إضافات عصرية.

وعن أسباب قيام الجمعية بتلك الطقوس والتفاصيل تشير إلى أن سياسة الاحتلال في تهويد الأكلات الفلسطينية كانت دافعا للحفاظ على الأكلات الشعبية كونها جزء من الهوية والتاريخ الفلسطيني والإرث الحضاري.

وأكدت عجور لـ (الرسالة نت) أنه من الضروري تذكير الجيل الجديد بعاداتنا واكلاتنا القديمة لإحباط محاولات المطبخ (الإسرائيلي) في سرقتها، لافتة إلى أن فعالياتهم في الجمعية تعمل على إعادة المطبخ الفلسطيني للواجهة عبر صناعة الأكلات الشعبية القديمة.

وأشارت إلى أن الاحتلال يحاول نسب الكثير من العادات والتقاليد الفلسطينية لتاريخه المزيف، لصناعة مطبخ قديم له لكن دوما يفشل في ذلك.

وعددت عجور أهم الأطباق الشعبية التي يصنعونها ومنها: المسخن والسماقية والرومانية والقدرة والمفتول وخبز الصاج وغيره، وذلك بالطرق الأصلية دون إضافات عصرية بل على طريقة الأمهات والجدات.

وعن الفعالية الأخيرة التي حمست كثير من الشباب لحضورها والتفاعل مها، أوضحت أنها تمت في منطقة زراعية وتحديدا في خزاعة بمحافظة خانيونس، بالتعاون مع صاحبة الأرض (أم نسيم) وهي سيدة كبيرة في السن كانت توجه المتطوعات في اعداد الأكلات بحيث تطهى بالطريقة القديمة دون أي إضافة جديدة.

وأكدت أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من الفعاليات التي يتم فيها اعداد أكلات شعبية قديمة، بهدف الحفاظ على الموروث الثقافي وتعليمه لأكبر عدد من الجيل الصغير.

البث المباشر